وزير الخارجية البريطاني ووعد بلفور

انفردت صحيفة الديلي تلغراف بنشر مقال كتبه وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، ويدعو فيه بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور إلى تقديم المساعدة لبناء دولة جديدة أخرى إلى جانب إسرائيل هي فلسطين.
ويفتتح جونسون مقاله بالإشارة إلى أنه يجلس الآن في الغرفة ذاتها التي كتب فيها سلفه اللورد بلفور رسالته الشهيرة 2017 إلى اللورد روتشيلد في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، والتي تلخص جوهرها،حسب تعبيره، بجملة واحدة تألفت من 67 كلمة صيغت بعناية شديدة وقادت إلى تأسيس دولة إسرائيل لاحقا.
ويشير جونسون إلى أن بلفور أعلن أن "حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين" ولكن مع تحفظ جوهري شهير على أن "لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية الموجودة" فيها.
ويقول وزير الخارجية البريطاني في مقاله بعد مرور قرن على الوعد الشهير "أنا فخور بدور بريطانيا في إنشاء إسرائيل وأن حكومة صاحبة الجلالة ستؤشر مرور قرن على إعلان بلفور الخميس بهذه الروح".
ويشير جونسون إلى أنه لا يرى تناقضا بين أن يكون صديقا لإسرائيل وأن يشعر بقوة "بمعاناة أولئك الذين تضرروا ونزحوا بعد ولادتها" مشددا على أن "التحفظ الجوهري في تصريح بلفور- الهادف إلى حماية الطوائف الأخرى- لم يتحقق بشكل كامل".
ويضيف "ليس لدي شك في أن الحل القابل للتطبيق والدوام للنزاع يماثل ذاك الذي سطره على الورق بريطاني آخر هو اللورد بيل في تقريره إلى اللجنة الملكية لفلسطين في عام 1937 ، ويتضمن رؤية دولتين لشعبين".

حل الدولتين



ويقترح وزير الخارجية البريطاني تأسيس دولتين مستقلتين : إسرائيل آمنة، كوطن للشعب اليهودي، إلى جانب دولة فلسطينية مجاورة ، كوطن للشعب الفلسطيني، بحسب تصور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، على أن تكون الحدود بين الدولتين على خطوط التماس في الرابع من يونيو/حزيران- قبل اندلاع حرب الأيام الستة، مع تبادل متساوٍ للأرض بما يعكس المصالح الوطنية والأمنية والدينية للشعبين اليهودي والفلسطيني.

مئوية بلفور

أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه سيتوجه إلى لندن هذا الأسبوع للمشاركة في احتفال يحيي الذكرى المئوية لـ"وعد بلفور" المشؤوم

وأوضح نتنياهو أن وعد بلفور "اعترف بأرض إسرائيل كالبيت القومي للشعب اليهودي وهو حرّك التحركات الدولية التي أدت إلى إقامة الكيان الإسرائيلي"، مضيفاً "الدولة لم تكن تقوم بدون الاستيطان والتضحية والاستعداد للكفاح من أجلها ولكن التحريك الدولي بدأ بلا شك بوعد بلفور" حسبما افادت وكالة شهاب للانباء.
وأشار إلى أنه ستشارك في الاحتفال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورؤساء الجالية اليهودية، لافتا إلى سيعقد لقاءات عمل مع ماي ومع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية أعلنت قبل أيام أن بريطانيا ستحتفل ب"فخر" بالذكرى المئوية لصدور "وعد بلفور" انطلاقا ا من الفخر بالدور الذي لعبته في إقامة "إسرائيل".
واعتبر الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، تصريح رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" بشأن إصرار بلادها على الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور، امعانا وتحديا لقرارات الشرعية الدولية.
ومن جانبه أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود إسماعيل، أن دولة فلسطين، ستمضي بخطواتها وإجراءاتها القانونية لمقاضاة بريطانيا على الخطأ التاريخي، الذي ارتكبته بحق شعبنا قبل مئة عام.
وأعلن وزير الشؤون الخارجية والمغتربين في حكومة السلطة الفلسطينية رياض المالكي، أنها (الخارجية) ستقاضي بريطانيا على خلفية عزمها إحياء مئوية وعد بلفور الذي مهد لايجاد كيان الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين.

من هو اللورد روتشيلد ؟الجزء 3

بدأ اهتمام إدموند جيمس روتشيلد بقضية يهود اليديشية وبعملية توطين اليهود في فلسطين في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت هجرة أعداد كبيرة من يهود شرق أوربا إلى غـربها وإلى الولايات المتحـدة وغـيرها من الدول الاستيطانية، عقب تعثُّر عملية التحديث في شرق أوربا ثم توقُّفها. وقد تحمَّس روتشيلد وغيره من أثرياء اليهود المندمجين في أوربا للمشروع الصهيوني نظراً لتخوفهم مما قد يخلقه تدفُّق هذه الأعداد الكبيرة من يهود شرق أوربا ذوي الثقافة اليديشية الشرق أوربية المتميِّزة (والمتخلفة في نظرهم) والتقاليد الدينية المحافظة ذات الطابع اليهودي الواضح على غرب ووسط أوربا.
فوصول مثل هذه الجماعات من يهود اليديشية كان يمثل تهديداً لمكانتهم الاجتماعية ومواقعهم الطبقية، وبالتالي فقد تبنوا ما نسميه بـ " الصهيونية التوطينية " ، أي محاولة يهود العالم الغربي المندمجين توطين يهود آخرين (عادةً من شرق أوربا) في فلسطين. وقد عبَّر روتشيلد نفسه عن هذه المفارقة في ملاحظة طريفة ذكية، إذ سُئل مرة عن الوظيفة التي يود أن يشغلها عند تأسيس الدولة الصهيونية فقال: "سفيرها في باريس بالطبع".
ولم يكـن روتشـيلد مؤيـداً أول الأمر لصــهيونية هرتزل السياسية، وقد اتسمت أول مقابلة بينهما في باريس عام 1896 بالفتور الشديد، بل كان يرى أن هرتزل ليس إلا " شنورر " أي متسولاً مثل آلاف المتسولين من شرق أوربا الذين كانوا يتدفقون على وسطها وغربها. كما أن روتشـيلد كان يذهـب إلى أن المشـروع الصهيوني برمتـه مشروع غير عملي، وأن فلسطين لن تستطيع استيعاب هجرة جماعية ضخمة. وكان يرى أنه بالرغم من حاجة السلطان العثماني إلى النقود إلا أنه لن يمنح فلسطين للصهاينة لتأسيس دولة فيها، وأنه سيكتفي بإعطاء بعض الوعود الغامضة التي لا قيمة لها.
كما كان يخشى من أن تثير إقامة دولة يهودية مشاعر معادية لليهود وتؤدي إلى المطالبة بطـرد اليهــود من البـلاد التي يعيـشون فيها. لكـل هذا، كان روتشيلد يفضل أن تتم عملية الاستيطان في فلسطين بشكل هـادئ وتدريجـي. إلا أنـه مع توسُّع الاستيطان اليهودي في فلسطين، والذي تم تحت رعايته، ونجاح المشاريع المختلفة التي أسسها هناك، توطدت علاقته بالمنظمة الصهيونية، وخصوصاً بعد الحرب العالمية الأولى، حيث استخدم نفوذه للحصول على موافقة فرنسا على وعد بلفور وعلى إدخال فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
كما أن عملية توطين اليهود في فلسطين كان لها بعدها السياسي، فروتشيلد كان مرتبطاً بالمصالح الرأسمالية الإمبريالية الفرنسية التي كانت تريد توسيع رقعة نفوذها في الشرق وكانت تفكر بحماس شديد في التركة التي سيتركها رجل أوربا المريض (الدولة العثمانية). والمشروع الصهيوني هو في نهاية الأمر جزء من المخطط الإمبريالي لاقتسام الإمبراطورية العثمانية.
وقد بدأ روتشيلد اهتمامه بأعمال الاستيطان اليهودي في فلسطين بعد أن توجهت إليه حركة أحباء صهيون التي كانت تتولى أعمال الاستيطان في فلسطين في تلك الفترة، كما توجه إليه زعماء مستوطنة ريشون لتسيون التي كانت تعاني أزمة مالية حادة مطالبين إياه بتقديم دعمه المالي لنشاطهم في فلسطين. وبالفعل، ما كان بوسع المستوطنات الأولى التي أقيمت في فلسطين الاستمرار لولا معونات روتشيلد.
وقد وصل إنفاقه على المستوطنين خلال الفترة بين 1883 و 1899 نحو 1.600.000 جنيه إسترليني في حين كان إسهام حركة أحباء صهيون 87.000 جنيه إسترليني فقط.
وقد اشترى روتشيلد أرضاً في فلسطين أواخر عام 1883 لإقامة مستوطنة زراعية نموذجية لحسابه الخاص أطلق عليها اسم والدته. كما أسس عدة صناعات للمستوطنين الصهاينة مثل صناعة الزجاج وزيت الزيتون، وعدداً من المطاحن في حيفا، وملاحات في عتليت .
كما ساهم في تأسيس هيئة كهرباء فلسطين عام 1921. إلا أن أهم الصناعات التي أقامها وأوسعها نطاقاً كانت صناعة النبيذ التي كان يسعى روتشيلد إلى ربطها بصناعة النبيذ المملوكة لعائلة روتشيلد في فرنسا.
وقد وصل حجم رعاية روتشيلد ودعمه للمستوطنات إلى الحد الذي أكسبه لقب «أبو اليشوف» أي أبو المُستوطَن الصهيوني. وحينما اختلف المستوطنون الصهاينة، حذَّرهم ليو بنسكر، أحد زعماء ومفكري حركة أحباء صهيون، قائلاً "إن مفاتيح المُستوطَن الصهيوني توجد في باريس".
وكان روتشيلد يحكم المستوطنات من خلال جهاز بيروقراطي يشغله موظفون فرنسيون من اليهود وغير اليهود يراقب عمليات إنفاق أموال روتشيلد واستثمارها ويقدم الخبرات للمستوطنين في المجال الزراعي. وقد كانت هذه الرعاية البيروقراطية للمستوطنات مصدر مشاكل كثيرة ومثاراً للانتقادات الحادة نظراً لما كانت تثيره من خلافات بين المستوطنين من ناحية والموظفين الفرنسيين من ناحية أخرى. وقد دفع ذلك زعماء أحباء صهيون وزعماء المستوطنات إلى مطالبة روتشيلد بإنهاء هذا النظام عام 1901.
وكان روتشيلد قد حوَّل إدارة مشاريعه في فلسطين عام 1899 إلى جمعية الاسـتيطان اليهودي وقدَّم لها منحة قدرها 4000.000 فرنك من أجـل أن تموِّل نفســها ذاتياً. وفي عام 1924، أسس جمعية الاستيطان اليهودي في فلسطين والتي ترأسها ابنه جيمس أرماند (1878 ـ 1957). وقد أسَّس روتشيلد من خلال هذه الهيئة أكثر من 30 مستوطنة في جميع أنحاء فلسطين، ووصل حجم إنفاقه على هـذه المشـاريع بعد عام 1900 نحو 7.000.000فرنك ذهبي.
وإلى جانب المشاريع الاقتصادية، امتد نشاط روتشيلد إلى مجال التعليم حيث قدَّم دعماً مالياً عام 1923 للمدارس الصهيونية في المُستوطَن الصهيوني والتي كانت تواجه أزمة مالية، كما أمد حاييم وايزمان بالمعونة اللازمة لإنشاء الجامعة العبرية في القدس.
وفي عام 1929، عُيِّن روتشيلد رئيساً فخرياً للوكالة اليهودية التي كانت قد أُنشئت قبل ذلك بسنوات قليلة. ولا شك في أن دعم روتشيلد وغيره من الأثرياء اليهود للحركة الصهيونية، بصرف النظر عن النوايا أو المصالح الذاتية، كانت مسألة أساسية، لولاها ما قامت للحركة قائمة ولما اسـتطاعت أن تضـرب بجـذورها في أرض فلســطين.
ويُعتبر روتشيلد نمطاً متكرراً له دلالة عميقة:
* فهو من يهود العالم الغربي الذين حققوا حراكاً اجتماعياً ووصلوا إلى قمة المجتمع، ثم جاءت أفواج يهود اليديشية من شرق أوربا فهددوا مواقعهم الطبقية، ومن ثم تحوَّل يهود العالم الغربي إلى صهاينة توطينيين.
* تأييد روتشيلد للمشروع الصهيوني لم يكن تعبيراً عن هويته اليهودية أو جوهره اليهودي وإنما هو تعبير عن انتمائه الكامل للحضارة الغربية وللتشكيل الاستعماري الغربي. كما أن صهيونيته هي تعبير عن انتمائه الغربي وعن اندماجه في الحضارة الغربية، فالمشروع الصهيوني لا يمثل أيَّ تحدٍّ للمشروع الاستعماري الغربي، فالأول هو الجزء الأصغر أما الثاني فهو الكل الأكبر. ويُلاحَظ أن روتشيلد كان يعارض المشروع الصهيوني في بادئ الأمر ثم أيده بعد ذلك. والواقع أنه، في معارضته ثم في تأييده، ينطلق من انتمائه للتشكيل الحضاري الغربي ومن محاولة خدمة المصالح الغربية.
* قام روتشيلد بدعم المشروع الصهيوني، ولكنه دعم لم يكن يهدف إلى تأكيد استقلالية هذا المشروع إذ ظلت المفاتيح في باريس ولندن، بل يُلاحَظ تزايد اعتماد المشروع على الغرب ثم انتقال مفاتيحه إلى واشنطن.
وهنـاك بعـض النـوادر التي تعبِّر عن مــوقف الصهاينة التوطينيين. فقد عرَّف أحدهم الصهيوني التوطيني (مقابل الاستيطاني) بأنه يهودي يأخذ تبرعات من يهودي آخر ويرسل بيهودي ثالث إلى أرض الميعاد. واليهوديان الأول والثاني من يهود العالم الغربي، أما الثالث فهو من يهود اليديشية. ولا يزال هذا هو النمط السائد في العالم، فيهود الاتحاد السوفيتي هم الذين يهاجرون إلى إسرائيل، أما يهود العالم الغربي فيكتفون بالتصفيق والدعم المالي والسياسي ويلزمون بيوتهم مكيفة الهواء.

من هو اللورد روتشيلد؟؟الجزء 2

أما في جانب تبادل الخبرات، فقد كانت مؤسسات روتشيلد -على عادة المؤسسات اليهودية- تعمل بصورة أساسية في مجال التجارة والسمسرة، ولكن تجربة بناء سكة حديد في إنجلترا أثبتت فاعليتها وفائدتها الكبيرة لنقل التجارة من ناحية، وكمشروع استثماري في ذاته من جانب آخر، وبالتالي بدأت الفروع الأوروبية في إنشاء شركات لبناء سكك حديدية في كافة أنحاء أوروبا، ثم بنائها على طرق التجارة العالمية؛ لذا كان حثهم لحكام مصر على قبول قرض لبناء سكك حديدية من الإسكندرية إلى السويس.
ومن ثم بدأت مؤسسات روتشيلد تعمل في مجال الاستثمارات الثابتة، مثل: السكك الحديدية، مصانع الأسلحة والسفن، مصانع الأدوية، ومن ثم كانت مشاركتها في تأسيس شركات مثل شركة الهند الشرقية، وشركة الهند الغربية، وهي التي كانت ترسم خطوط امتداد الاستعمار البريطاني، أو الفرنسي أو الهولندي أو غيره. وذلك على أساس أن مصانع الأسلحة هي التي تمد هذه الجيوش بالسلاح، ثم شركات الأدوية ترسل بالأدوية لجرحى الحرب، ثم خطوط السكك الحديدية هي التي تنشر العمران والحضارة، أو تعيد بناء ما هدمته الحرب
و هكذا سنجد لآل روتشيلد باع طويل في الاستثمار في الحروب ، ومشوار أطول في دعم الكيان الصهيوني ..
و حسب القاعدة التي اتبعها لورد روتشيلد و إخوته : فلنشعل الحروب و نجنى الملايين " ، كانت الحروب بالنسبة لهم استثمارا " تجارة السلاح " ، وديون الدول نتيجة للحرب استثمارًا " قروضًا " ، وإعادة البناء والعمران استثمارا " السكك الحديدية والمشروعات الزراعية والصناعية " !!
ولذلك ، دبرت 100 مليون جنيه للحروب النابليونية، ومن ثم موّل الفرع الإنجليزي الحكومة الإنجليزية بمبلغ 16 مليون جنيه إسترليني لحرب القرم (هذا السيناريو تكرر في الحرب العالمية الثانية).
كما قدمت هذه المؤسسات تمويلاً لرئيس الحكومة " ديزرائيلي " لشراء أسهم قناة السويس من الحكومة المصرية عام 1875 ، وفي نفس الوقت كانت ترسل مندوبيها إلى البلاد الشرقية مثل: مصر وتونس وتركيا لتشجيعها على الاقتراض للقيام بمشروعات تخدم بالدرجة الأولى استثماراتهم ومشروعاتهم وتجارتهم. ولحماية استثماراتهم بشكل فعال، تقدموا للحياة السياسية في كافة البلاد التي لهم بها فروع رئيسة، وصاروا من أصحاب الألقاب الكبرى بها (بارونات، لوردات .. إلخ).
كما كان للأسرة شبكة علاقات قوية مع الملوك ورؤساء الحكومات؛ فكانوا على علاقة وطيدة مع البيت الملكي البريطاني، وكذلك مع رؤساء الحكومات، مثل: "ديزرائيلي"، و"لويد جورج"، وكذلك مع ملوك فرنسا، سواء ملوك البوربون، أو الملوك التاليون للثورة الفرنسية، وصار بعضهم عضوًا في مجلس النواب الفرنسي، وهكذا في سائر الدول، ثم نأتي إلى جانب آخر، وهو علاقتهم بإقامة دولة يهودية في فلسطين.
لم يكن بيت روتشيلد مقتنعًا بمسألة الوطن القومي لليهود عند بدايتها على يد "هرتزل"، ولكن أمران حدثا غيّرا من توجه آل روتشيلد.
أولاً: هجرة مجموعات كبيرة من اليهود إلى بلاد الغرب الأوروبي، وهذه المجموعات رفضت الاندماج في مجتمعاتها الجديدة، وبالتالي بدأت تتولد مجموعة من المشاكل تجاه اليهود، وبين اليهود أنفسهم؛ فكان لا بد من حل لدفع هذه المجموعات بعيدًا عن مناطق المصالح الاستثمارية لبيت روتشيلد.
ثانيًا: ظهور التقرير النهائي لمؤتمرات الدول الاستعمارية الكبرى في عام 1907، والمعروف باسم تقرير "بازمان" -وهو رئيس وزراء بريطانيا حينئذ-، الذي يقرر أن منطقة شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط هي الوريث المحتمل للحضارة الحديثة -حضارة الرجل الأبيض-، ولكن هذه المنطقة تتسم بالعداء للحضارة الغربية، ومن ثم يجب العمل على:
- تقسيمها.
- عدم نقل التكنولوجيا الحديثة إليها.
- إثارة العداوة بين طوائفها.
- زرع جسم غريب عنها يفصل بين شرق البحر المتوسط والشمال الأفريقي.
ومن هذا البند الأخير، ظهر فائدة ظهور دولة يهودية في فلسطين، وهو الأمر الذي استثمره دعاة الصهيونية.. وعلى ذلك تبنى آل روتشيلد هذا الأمر؛ حيث وجدوا فيه حلاً مثاليًا لمشاكل يهود أوربا.
وكان "ليونيل روتشيلد" (1868- 1937 ) هو المسئول عن فروع إنجلترا، وزعيم الطائفة اليهودية في إنجلترا في هذا الوقت، وتقرب إليه كل من "حاييم وايزمان" -أول رئيس لإسرائيل فيما بعد- و"ناحوم سوكولوف"، ونجحا في إقناعه في السعي لدى حكومة بريطانيا لمساعدة اليهود في بناء وطن قومي لهم في فلسطين، وإمعانًا في توريطه تم تنصيبه رئيسًا شرفيًا للاتحاد الصهيوني في بريطانيا وأيرلندا.
ولم يتردد "ليونيل"، بل سعى -بالإضافة لاستصدار التعهد البريطاني المعروف باسم وعد بلفور- إلى إنشاء فيلق يهودي داخل الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، وتولى مسئولية الدعوة إلى هذا الفيلق، وجمع المتطوعين له "جيمس أرماند روتشيلد" (1878-1957).
كما تولى هذا الأخير رئاسة هيئة الاستيطان اليهودي في فلسطين، وتولّى والده تمويل بناء المستوطنات والمشاريع المساعدة لاستقرار اليهود في فلسطين، ومن أهم المشروعات القائمة حتى اليوم مبنى الكنيست الإسرائيلي في القدس.
و يعتبر إدمونــد دي روتشـــيلد زعيم الفرع الفرنسي لعائلة روتشيلد المالية اليهودية، وهو أحد الأبناء الخمسة لجيمس ماير دي روتشيلد (1792 ـ 1868) مؤسس فرع العائلة في فرنسا. و ترجع أهميته لمساهمته الكبيرة في المشاريع الاستيطانية اليهودية في فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
و يلقب بعض المؤرخين البارون أدموند جيمس دي - روتشيلد بأنه " أبو السكان اليهود في أرض فلسطين " في أيام ما يسمونه بـ " الهجرة الأولى ".

من اللورد روتشيلد؟؟ الجزء 1

لورد روتشيلد هو جزء من عائلة صهيونية عتيدة .. تبدأ قصة هذه العائلة بمؤسسها " إسحق إكانان " ، ولقَب "روتشيلد" يعني "الدرع الأحمر"، في إشارة إلى "الدرع" الذي ميز باب قصر مؤسس العائلة في فرانكفورت في القرن 16، وكان والده "ماجيراشيل روتشيلد" يعمل تاجراً للعملات القديمة- وعمل على تنظيم العائلة ونشرها في مجموعة دو ل ، وتأسيس كل فرع من العائلة لمؤسسة مالية ، وتتواصل هذه الفروع وتترابط بشكل يحقق أقصى درجات النفع والربح على جميع الجالية اليهودية فى العالم كله . وكانت بيوت روتشيلد تنضم مع سياسة البلاد ، التى تسكنها أثناء الحروب النابليونية في أوروبا ، حتى كان الفرع الفرنسي يدعم نابليون ضد النمسا وإنجلترا وغيرها، بينما فروع روتشيلد تدعم الحرب ضد نابليون في هذه الدول ، ولكنها فى النهاية تهتم بمصلحة اليهود , وهذا يدل على ما تأصل في الشخصية اليهودية من دهاء و مكر و خديعة !!

لذا فقد أرسل أولاده الخمسة إلى إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، والنمسا، وكان الرجال لا يتزوجون إلا من يهوديات حسب عادة اليهود ، ولا بد أن يكنَّ من بيوتات ذات ثراء ومكانة.
فمثلاً تزوج مؤسس الفرع الإنجليزي "نيثان ماير روتشيلد" من أخت زوجة "موسى مونتفيوري" الثري والمالي اليهودي ، وزعيم الطائفة اليهودية في إنجلترا. بينما تسمح القواعد بزواج البنات من غير اليهود لزيادة أعداد اليهود وإنتشارهم ، لأن الديانة في اليهودية تنتقل عن طريق الأم،، ووضع "ماجيراشيل روتشيلد" قواعد لـ"تبادل المعلومات في سرعة، ونقل الخبرات المكتسبة" من التعاملات والاستثمارات بين الفروع.
و قد استثمرت بيوت روتشيلد ظروف الحروب النابليونية في أوروبا، وذلك بدعم آلة الحرب في دولها، واستطاعت من خلال ذلك تهريب البضائع بين الدول وتحقيق مكاسب هائلة.
وحدث أن انتهت موقعة "ووترلو" بانتصار إنجلترا على فرنسا، وعلم الفرع الإنجليزي من خلال شبكة المعلومات بهذا قبل أي شخص في إنجلترا كلها، فما كان من "نيثان" إلا أن جمع أوراق سنداته وعقاراته في حقيبة ضخمة، ووقف بها مرتديًا ملابس رثة أمام أبواب البورصة في لندن قبل أن تفتح أبوابها، ورآه أصحاب الأموال، فسألوه عن حاله، فلم يجب بشيء.
وما إن فتحت البورصة أبوابها حتى دخل مسرعًا راغبًا في بيع كل سنداته وعقاراته، ولعلم الجميع بشبكة المعلومات الخاصة بمؤسسته، ظنوا أن معلومات وصلته بهزيمة إنجلترا، ومن ثَم أسرع الجميع يريدون بيع سنداتهم وعقاراتهم، وأسرع "نيثان" من خلال عملائه السريين بشراء أكثر ما عرض من سندات وعقارات بأسعار زهيدة، وقبل الظهر وصلت أخبار انتصار إنجلترا على فرنسا، وعادت الأسعار إلى الارتفاع؛ فبدأ يبيع من جديد، وحقق بذلك ثروة طائلة، وبين مشاعر النصر لم يلتفت الكثيرون لهذه اللعبة الخبيثة.

محطات في وعد بلفور



تعتبر الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطانية ارثر بلفور عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة التي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين

في العام 1920 عين السياسي البريطاني هيربرت صموئيل وهو من مؤسسي الحركة الصهيونية أول مفوض سام بريطاني على فلسطين وكان أول قرار اتخذه هو الاعتراف باللغة العبرية لغة رسمية في فلسطين.

بعد ذلك بعامين وضعت عصبة الأمم فلسطين تحت الانتداب البريطاني وذلك في أعقاب الحرب العالمية الاولى

وفي عام 1926 أعطى المفوض السامي البريطاني اليهود حق استخدام مياه نهري الاردن واليرموك لإنشاء محطة كهرباء وحرم المزارعين الفلسطينيين من استخدام المياه لري أراضيهم وهو ما اعتبر تسهيلا لوضع أسس إنشاء كيان إسرائيلي.

خرجت مظاهرات فلسطينية حاشدة عام 1936 رفضا لتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، لكن سلطات الانتداب البريطاني قابلتها برد عنيف، وقمعتها وأعدمت ونفت معظم قادتها.

وفي عام 1947 قالت بريطانيا انها توافق على ما تقررها الامم المتحدة بشأن قيام دولة لليهود في فلسطين وصوتت لصالح التقسيم، عقب ذلك بدأت العصابات الصهيونية حملات تطهير عرقي في فلسطين بطرد آلاف الفلسطينيين من قراهم وبيوتهم في ظل الوجود البريطاني.

وارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة دير ياسين عام 1948 في ظل وجود الانتداب البريطاني، وفي العام نفسه اغتالت العصابات الصهيونية مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة الكونت برنادوت أثناء زيارته القدس

كما استكملت العصابات الصهيونية في العام نفسه عملية طرد الفلسطينيين في ظل الوجود البريطاني، مما أدى إلى صدور القرار 194 الذي دعا إلى عودة الاجئين إلى أراضيهم وهو أمر لم يتحقق حتى اليوم.
المصدر : الجزيرة

ردة فعل الفلسطينين على وعد بلفور

بدأت الصهيونية نشاطها الفعلي في فلسطين بعد صدور التصريح مباشرة , فجاء وايزمان الى فلسطين على رأسلجنة بريطانية, أيطالية,فرنسية,أمريكية-لكي تدرس الآوضاع فيها , ومستقبل العلاقات بين اليهود والانجليز وتضع مخططا لتنظيم الهجرة وتسهيلها وتأمين الاراضي لاقامة اليهود ريثما تنتهي الاعمال الحربية ,والخطوة الثانية أنعقاد مؤتمكر *سان ريمو* سنة1920 أين كلفت العصبة بريطانيا بتيسير شؤون العراق والآردن وفلسطين في أطار الآنتداب على أن يطبق وعد بلفور ,لذا عينت بريطانيا الصهيوني البريطاني ’’هربرت صمويل’’ كمندوب سام لها بفلسطين ,وكان قد ساهم في الحركة الصهيونية منذ بداية الحرب العالمية الاولى ,وعمل على تحقيق وعد بلفور , وعلى يده ضاعف اليهود نشاطهم ليصبحوا أكثرية في فلسطين بعد فتح طريق الهجرة اليهودية والعمل على أنتقال الآراضي الى أيدي اليهود بعد تشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين, وأنشئت شركة’’الوكالة اليهودية’’ وهي بمثابة دولة داخل دولة ولها هيئات ومؤسسات مثل ’’الهيستدروت’’ وهي أتحاد عمال , وشركة كارت كايمت هي مسؤولة عن شراء الاراضي وغيرها من الشركات الاخري , كما مكن الانجليز اليهود من أنشاء المدارس وأقامة الجامعة العبرية ورفع علمهم ونشر نشيدهم القومي وفرض لغتهم وعملتهم ,وكذلك بناء مستوطنات كثيرة وتشكيل الفراق الآرهابية, وبذلك قوى مركز اليهود في ظل الادارة البريطانية.
رد فعل الفلسطينين ضد وعد بلفور ونتائجه
-أدرك عرب فلسطين ما يدبر ضدهم ,فرأوا بلادهم مفتوحة الآبواب لشراذمة من اليهود, فقاموا عام1920 بمظاهرات عنيفة لتعبير عن سخطهم على السياسة البريطانية و أطماع اليهود.
وأخذ كفاح الفلسطينين يتمحور حول الاهداف التالية
1) رفض وعد بلفور والغائه
2)رفض الانتداب البريطاني
3)استقلال فلسطين التام ضمن الوحدة العربية
4)تشكيل حكومة وطنية من أبناء فلسطين
وفي الختام لقد كان وعد بلفور وصمة عار على جبين بريطانيا الى الابد و سيسجل بداية معاناة الشعب الفلسطيني,وبداية أعتصاب الارض المقدسة من قبل اليهود الملعين و الطاميعين الآنشاء المملكة اليهودية وذلك بمساعدة بريطانيا وأمريكا,الذا فان دولة أسرائيل حلم يهودي شرع الآنجليز في تحقيقه ورعته أمريكا وظلت ترعاه الى الآن.

اسباب وعد بلفور

أسباب وعد بلفور
 لقد كان اليهود متفرقين في جميع أنحاء العالم، لا يوجد بلد يضمهم ويشملهم؛ لأنهم عبارة عن أقلياتٍ نشأت وتزايد عددهم مع الأيام، وكانت توجد فئةٌ في أوروبا والدول الغربيّة. إبان الحرب العالمية الأولى كانت بريطانيا تعاني من مشكلةِ توافر مادة الأسيتون الذي تستخدم في تصنيع الذخيرة، حيث إنَّها كانت تُستخرج من الخشب ولم تكن الأخشاب الموجودة في بريطانيا كافيةً، فتعرَّف رئيس لجنة الذخائر في ذلك الوقت لويد جورج على عالِمٍ كيميائيٍّ يهوديٍّ وهو وايزمان الذي وضع كل معرفته وخبرته بتصرّف الجيش البريطاني، فاستطاع أن يستخرج مادة الأسيتون من


مصادِر غير الخشب مثل الذرة والحبوب وغيرها مما حلَّ مشكلةً خطيرةً لبريطانيا في الحرب. أرادت بريطانيا أن تكافىء الدكتور وايزمان، إلّا أنّه رفض كل المكافئات التي قُدِّمت له، وطلب شيئاً يتعلّق بتحقيق الوطن القومي اليهودي لأنه منذ البداية عندما ساعد بريطانيا في الحرب، كان مقتنعاً أنَّ أمل الصهيونيّة مرتبطٌ بفوز الدول الحلفاء في الحرب. عندما تولى لويد جورج رئاسة الوزراء في بريطانيا خاطب آرثر جيمس بلفور برغبته بجمع شتات اليهود من دول العالَم، وتم إصدار وعد بلفور في الثاني من نوفمبر من عام 1917م، وجاء على شكل نصٍ صريحٍ من بلفور وزير الخارجيّة في الحكومة البريطانيّة إلى أحد زعماء الحركة الصهيونيّة اللورد روتشيلد، وبعد إطلاق نص الوعد سارعت فرنسا وإيطاليا بالتصديق عليه رسمياً عام 1918م، ثم صادقت عليه الولايات المتحدة الأمريكيّة عام 1919م، ثم صادقت اليابان عليه عام 1920م. بعدها اتفق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على انتداب بريطانيا على فلسطين، حيث قدَّمت بريطانيا جميع التسهيلات التي تمكِّن الشعب اليهودي من إقامة دولته الصهيونيّة وممارسة شعائره الدينيّة في فلسطين.

متى حدث وعد بلفور ؟؟؟

متى حدث وعد بلفور؟
 لقد تم وعد بلفور المشؤوم في الثاني من تشرين الثاني من عام 1917م، وأصبح هذا التاريخ من كل عامٍ يذكِّر الفلسطسنيين ببداية الوجود الصهيوني على أرضهم، ويطلِق الفلسطينيون على هذا الوعد بـ"وعد من لا يملك لمن لا يستحق".

ما هو وعد بلفور

بلفور هو البريطاني آرثر جيمس بلفور رئيس وزراء بريطانيا في الفتراة الواقعة بين 1902م - 1905م،
 صاحب الوعد المشؤوم وعد بلفور،
ووعد بلفور هو نصّ رسالة أرسلها بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، يعلن فيها عن تأييد بريطانيا إنشاء وطن قوميّ لليهود على أرض فلسطين. حين صدور هذا الوعد كان إجمالي عدد اليهود في فلسطين لا يتجاوز 5% من مجموع السكان هناك، وأرسلت رسالة بلفور إلى روتشيلد قبل شهرٍ واحد من احتلال بريطانيا لفلسطين، وقد أطلق على هذا الوعد:(وعد من لا يملك لمن لا يستحق).

ملاحظات على وعد بلفور 
صيغة الوعد واضحة، تظهر الدعم والعطف من الهيئة الحكومية البريطانية متمثلة بـ (حكومة جلالة الملك)، لإقامة وطن يضم الشعب اليهودي، والهدف من هذا الوعد سياسيّ استعماري، وأنّ هذه الحكومة ستبذل جهدها لتيسير تحقيق إنشاء تلك الدولة المزعومة. الرسالة تضمّ ديباجات لتغطية ما سوف يحدث، حيث ذكر في فحواها بأنّ إقامة الدولة لن يضرّ بشكلٍ أو آخر بمصالح الجماعات المقيمة في فلسطين من غير اليهود، ولا بالمصالح اليهوديّة التي لا تؤيّد إقامة مثل هذه الدولة ولا المساهمة في إنشائها بشكلٍ أو آخر، لكن الوعد كان غامضاً بحيث لم ينصّ على آلية ضمان هذه الحقوق.
 ذكر بعض المؤرخين المؤيدين لإقامة دولةٍ لليهود على أرض فلسطين في تفسيرهم لإعطاء مثل هذا الوعد، أنّ هذا الوعد أصدر للإحساس العميق بالشفقة تجاه الشعب اليهودي بسبب ما عانوه من اضطهاد، ومن هنا جاء دور الحضارة المسيحيّة بالقيام بعملٍ ما تجاه اليهود، ومن هنا كانت فكرة انشاء دولةٍ لليهود للتعويض عن معاناتهم التاريخية، ومن المعروف بأن آرثر بلفور هو من أكثر الأشخاص كرهاً ومعارضةً لليهود، كان دائم الهجوم عليهم، وقام بإصدار التشريعات بعد تولّيه رئاسة الوزراء للحدّ من هجرة اليهود إلى بريطانيا لخشيته على بلادها من شرّ هذه الهجرة.
 لويد جورج، رئيس وزراء بريطانيا كان لا يقلّ كرهاً لتلك الجماعات، وأيضاً كان قبلهم تشامبرلين الذي قام بإصدار وعد بلفوريّ لإقامة وطن لليهود في شرق إفريقيا، ونلحظ بأنّ كلّ من أيّد وساهم باستيطان اليهود في فلسطين كانوا يريدون الخلاص من الوجود اليهوديّ في بلادهم مثل ( إيان سمطس، جورج ميلنر).
 يذكر بعض المؤرّخون بأنّ إصدار هذا الوعد تعبير عن اعتراف بريطانيا بالجميل لوايزمان؛ لاختراعه مادة الأسيتون الحارقة خلال الحرب العالميّة الأولى، لكن هذا السبب ضعيف لا يكاد يذكر، البعض الآخر ذكر بأنّ الضغط اليهوديّ الصهيونيّ هو السبب في إصدار مثل هذا الوعد، لكنه أيضاً كان رأياً ضعيفاً لضآلة حجم الكتلة اليهودية وتشتتها، ولم يكن اليهود من الشعوب المهمة، على العكس كانوا مهمشين يمكن تجاهلهم،


ومن هنا نعلم بأن الجماعات اليهودية لم يكونوا إلا مصدر ضيق لا مصدر تهديد، لم يكونوا يملكون أيّة قوة عسكريّة أو ماليّة أو سياسيّة؛ لأنّ الأثرياء منهم كانوا ضدّ إصدار مثل هذا الوعد، ولكن إصدار هذا الوعد كان لخدمة مصالح إمبرياليّة للدول العظمى.
                                                           موضوع .كوم

مقالات

أخبار